هل التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي فعال؟.. دراسة تكشف نتائج غير متوقعة
توصلت دراسة حديثة أجراها باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى نتائج مثيرة تدعو لإعادة التفكير في فعالية دمج الذكاء الاصطناعي مع العمليات البشرية، حيث وجدت الدراسة أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وحده قد يكون أكثر فعالية في بعض المهام من التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي.
وأفادت مؤلفة الدراسة، ميشيل فاكارو، بأن هناك افتراضًا سائدًا يفيد بأن دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات سيعزز دائمًا الأداء، لكن النتائج التي توصلت إليها الدراسة عكس ذلك، ففي بعض الحالات، يكون من الأفضل ترك بعض المهام للبشر فقط، أو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي فقط.
كانت الفرق التي تضم البشر والذكاء الاصطناعي أقل أداءً من الذكاء الاصطناعي بمفرده في مهام اتخاذ القرارات، مثل تصنيف الصور المزيفة أو تشخيص الحالات الطبية، مما يدل على أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أكثر كفاءة في هذه المجالات.
وعلى الجانب الآخر، في المهام الإبداعية، مثل تلخيص المنشورات أو إنشاء محتوى جديد، أظهرت فرق البشر والذكاء الاصطناعي أداءً أفضل من أي منهما بمفرده.
ويشير الباحثون إلى أن الفوائد تأتي من الدمج بين مهارات البشر والإمكانات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، حيث أن الفوائد المكتسبة من التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي في المهام الإبداعية تعود إلى طبيعة هذه المهام التي تتطلب مزيجًا من المواهب البشرية مثل الإبداع والمعرفة، مع وجود جوانب متكررة تتفوق فيها الأنظمة الذكية، وعلى سبيل المثال، يتطلب تصميم صورة إلهامًا فنيًا، وهو مجال يتفوق فيه البشر، ولكنه أيضًا يتطلب تنفيذًا دقيقًا، وهو مجال يتمتع فيه الذكاء الاصطناعي بميزة.
وتؤكد النتائج، أهمية تقييم فعالية التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي داخل المنظمات بعناية، ومن الضروري معرفة ما إذا كانت هذه الفرق تتفوق فعلاً على الأداء الفردي لكل منهما، كما ينبغي للمنظمات وضع إرشادات واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، واستغلاله في المهام التي تتطلب أبحاثًا وتحليلات، مع ترك المهام الإبداعية للبشر.
ويشير الباحثون، أيضا، إلى أن مستقبل التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي يكمن في إيجاد طرق مبتكرة للعمل سوياً، بدلاً من التركيز على استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي.